


عندما نذكر قفصة يرسم في مخيلتنا تاريخها الطويل تنتصب في أعماق التاريخ منذ فجره في فترة ماقبل التاريخ بواحاتها وطبيعتها المتميزة التي تبحر بك عبر بوابة الصحراء في ربوع جنوب غرب تونسنا الخضراء قصة تاريخ قديم تعجز هذه الصفحات عن وصف معانيه وعمق دلالاتها .
تقع ولاية قفصة بين السباسب العليا و الصحراء على الفرع الجنوبي للأطلس الصحراوي بالجنوب الغربي للبلاد التونسية على مساحة 780775 هكتارا تعد 323709 ساكنا حسب إحصائية المعهد الوطني للإحصاء لسنة 2004 في نقطة إلتقاء طرقات رئيسية تفتحها على مختلف مدن الجمهورية و تربط شمال البلاد بصحرائها. كما تتقاطع فيها الطريق المغاربية ( سرت و تبسة ) و الطريق الإفريقية ( تونس - النيجر عبر قفصة - حزوة ). تتوسط الولاية ثلاثة أقاليم إقتصادية و تحيط بها خمس ولايات على شعاع 100 ملم تقريبا في شكل هلال مفتوح. وتعتبر منطقة قفصة نقطة تتداخل فيها وحدات جبلية و منخفضات و أحواض و سهول وهي منطقة إنتقال من المجال السباسبي إلى المجال شبه الصحراوي . تلعب نقاط المياه و الأودية دورا هاما في تأقلم الحياة الفلاحية و الرعوية . وفي هذا الوسط الطبيعي و لعوامل جغرافية متميزة برز النشاط البشري مبكرا و آنتشرت الحضارة القفصية إنتشارا واسعا و أثرت في عدة حضارات أخرى
مخطط المدينة سنة 1928




مواقع بيئية مميزة للجهة
حول هذه المعالم التي تصون تاريخ حضارات متعاقبة على المدينة تشكلت في عدة معتمديات مجموعة من المواقع البيئية البيولوجية والجيولوجية المميزة للجهة. فواحة قفصة تميزت منذ العهود القديمة بتنوع منتوجاتها وجودتها وخاصة نخيلها وزيتونها وتينها «الذي ليس له في البلاد مثيل». أما منتزه عين السلطان بمنطقة لالة من معتمدية القصر فهو عبارة على محمية بيئية حول عيون ماء تنبع بمجرى واد المالح وهي عامرة بالنخيل والأشجار الغابية وأحواض الماء وعديد الحيوانات والطيور البرية. كما تعتبر ولاية قفصة منطقة الجبال بامتياز اذ تغطّي ثلث مساحتها الجملية، وتتميز بتنوّع مشهدها الغابي واحتضانها عديد المحميات الطبيعية «بعرباط» و«هدّاج» و«بورملي» و«بوهدمة».ومع الأخاديد المتميزة التي تزوق جبل الثالجة بجهة المتلوي يمكن التمتع بمناظر المغاور في صورة متحركة يؤمنها «الجرذون الأحمر» (قطار الباي)، والتي تقوم شاهدة على بدايات استغلال الفسفاط بالحوض المنجمي أوائل القرن العشرين، والتي سيعرضها متحف المناجم بالمتلوي عندما يلبس حلة المتاحف الوطنية ليحفظ مختلف مراحل ومميزات الذاكرة الصناعية للحوض المنجمي.

|
 |
خارج المدينة منظر الواحة
|
البرج
|
 |
 |
منظر عام لوسط المدينة
|
داخل الواحة
|

|
 
|
الواحات
فيها كانت تتركز الكثافة السكانية الحضرية منذ عصور ما قبل التاريخ وتتكون من واحات قفصة وتمسح 1400 هكتار، واحات القصر وتمسح 600 هكتار وواحة لالة وتمسح 700 هكتار. وهي عبارة عن حدائق مغروسة بالأشجار المثمرة (المشمش، الرمان) وأشجار النخيل إلى جانب زراعة الخضروات (فول، بصل، ثوم). ونظرا لحرارة الطقس في فصل الصيف ولقلة الموارد المائية فإن النخيل لم يشكل موردا أساسيا يمكن الإعتماد عليه باستثناء واحة منطقة القطار (450 هكتار) والتي تعود إلى القرن السابع عشر وتشكل المساحة المستغلة في غراسة الزياتين إمتدادا للواحة وتستعمل أيضا لزراعة الحبوب والبقول الجافة التي تمثل ثروة أساسية بالمنطقة.
|
الحمامات الرومانية
هي عبارة عن حوضين تحيط بهما جدران عالية مبنية بحجارة كبيرة الحجم. يعود تاريخ تشييدها إلى العصر الروماني (بداية القرن الثاني) يتم تمويلها بمنابع طبيعية وتستعمل مياهها لري الواحة
|

|

|
البرج
|
جبل عرباطة
|
المتحف
|
حديقة عرباطة
|
ويحتوي على جزئين: جزء "ما قبل التاريخ" ويتضمن أدوات وأسلحة من صنع الإنسان القبصي قبل 8000 عام وجزء "روماني" ويحتوي خاصة على لوحات فسيفسائية تم العثور عليها بمنطقة الطلح من معتمدية بلخير.
|
تمسح 260 هكتار و تتكون من جزئين جزء أول توجد به حديقة للحيوانات تحتوي على العديد من أنواع الطيور و الحيوانات الصحراوية. و جزء ثان يشكل إحتياطيا مساحته 220 هكتار. 90 هكتار تمتد فيها أشجار الكلتوس إلى جانب محمية تعيش فيها الغزلان و النعام
|

خريطة تبرز حوض قفصة وأهم مناجمه
خلال الفترة الحالية أضيفت إلى المنطقة عدة إنجازات منها مطار قفصة - القصر مع تجديد تدريجي لبنية الطرقات منها الطريق المباشرة التي تفصل الرديف بقفصة عبر أم العرائس إضافة إلى إنشاء مغاسل الفسفاط للتخفيف من التلوث ...
|
 |
|
|
خنقة الثالجة بين الرديف والمتلوي
|
طريقة استخراج الفسفاط من المنجم العميق التقليدية
|